الجمعة، 12 أبريل 2013

اقتفاء الاثر ق.رمضان صلاح عباس



الأثر هو العلامة التي يتركها محدثها {فاعلها}
فتتأت من خبز أو نقطة دم أو ما شابه ذلك . و لقد كان العرب منذ قديم الزمان ابرع الناس في اقتفاء الأثر . فكانوا يميزون بين آثار قدم المراة و قدم الرجل و يفرقون بين قدم الشاب و قدم الشابة و منهم إذا لمس اثر بعيره عرفه إذا كانت به عاهة كان يكون اعور أو ابتر و لا تعتقد أيها الكشاف أن هذه موهبة خص بها قليل من الناس فكل شيء يقوى بالمران و التدريب ينبغي لك أيها الكشاف أن تحرص على تنمية قوة ملاحظتك و ذلك بان تلاحظ في غداوتك و روحاتك أقدام المارة و أحذيتهم و ملابسهم و أشكالهم و وجوههم حتى تستطيع أن تكون قادرا في وصفك أي إنسان مر بك.
و ما على الكشاف الذي يريد أن يبرع في هذا الفن إلا أن يفتح عينيه و يحد أذنيه و يشحذ انفه و يستغل بعد ذلك عقله فعليه أن يستمع إلى أحاديث الناس و ينصت إلى لهجاتهم المختلفة و يتصفح وجوههم و يلاحظ أحذيتهم و أنواع ملابسهم و حركات أيديهم و يشم الروائح الكريهة و الشاذة ثم يستنتج من ذلك كله ما عساه قادرا عليه في أحوال معيشتهم و مهنهم ثم يخاطبهم بعد ذلك ليستبين حقيقة أمرهم ثم يوازن بين الحقيقة و بين استنتاجه فيصحح خطأه و هكذا
تقوية حاسة السمع:
و خير طريقة لتقوية سمعك أيها الكشاف أن تنصت للأصوات المختلفة و تجتهد أن تعرف مصدرها و نوعها لا تلبث أن تجد نفسك قادرا على تمييزها و معرفة مصدرها.
تقوية حاسة الشم:
على الكشاف أن يعود نفسه على معرفة أنواع الروائح و مكانها كالملح و الفلفل و الشاي و الكاكاو و قشر البرتقال و البصل ... الخ و يمكن تقوية حاسة الشم بتتبع كشاف يخرج قبل طليعته أو فرقته كدليل و معه قطعة نبات ذو رائحة قوية سواء كانت زكية كالنعناع أو غيره زكية كالبصل و الثوم يحكها ببعض ما يصادفه في الطريق من أعمدة النور أو الأشجار أو صناديق البريد و يكتب اسم كل شيء حك به قطعة النبات ذو الرائحة و مكانها و يقتفي الكشافون الباقون أثره مسترشدين بأنوفهم.
ملاحظات للمساعدة لاقتفاء أثر الإنسان
1- في حالة المش : يظهر اثر القدم كلها و يكون طول الخطوة اقل من ياردة بقليل.
2- في حالة الجري : تظهر آثار الأصابع إذا كانت القدم حافية أو مقدمة الحذاء إذا كان يلبس حذاء تظهر أبين و أعمق من اثر باقي أجزاء القدم و ينثر التراب أو الرمل أو الطين بحسب طبيعة الأرض و يكون طول الخطوة أكثر من الياردة بكثير
3- اثر قدم المرأة اصغر من اثر قدم الرجل كما أن طول خطوة المراة اقل من طول خطوة الرجل عادة.
4- اثر أقدام النساء الجبليات أو الحاملات حملا أو الرجال الحاملين أثقالا أعمق و خطواتهم اقصر من خطواتهم في الأحوال العادية.
5- أقدام السكارى مضطربة و غير منتظمة و يظهر فيها التردد.
6- أما الأعرج فإحدى قدميه ثابتة الأثر { السليمة } و الأخرى {المصابة } غير واضحة المعالم على أن الأعرج يعتمد عادة على عصا نجد أثرها عميقا بجوار اثر قدم الرجل اليمنى.
7- خطوة الأعمى اقصر و آثار قدميه غير منتظمة و آثار عصاه التي قل أن تفارقه عميقة و لكنها سطحية تنثر التراب إلى الأمام و عن اليمين و عن الشمال لأنه يستعملها ليجس بها الأرض و يختبر بها طريقه.
المصدر : كتاب دليل الكشاف لعبد العزيز عبد الكريم الفائز

يحكى أن احد البدو في صحراء قاحلة يبحث عن جماله الضائعة و هو في رحلة البحث وجد أثرا للناقة و تمعن النظر في ذلك ثم قال : هذه ناقة بعين واحدة و هي تحمل امرأة حامل أو شيخا مسنا و هي كذلك مقطوعة الذيل.

كان مجرد تخمين لذلك البدوي القديم و بعد فترة من الطريق تحقق من كل ما خمنه حيث انه وجد رجلا يبحث عن ناقة و امرأة و قام البدوي بإكمال صفات الناقة و ما تحمل فاستغرب الرجل الآخر منه و طلب منه الذهاب إلى مضاربه و هناك طلب من الرجال الإمساك به ظنا منه بأنه سارق الناقة و لكنه قال بان الناقة لم تسرق فهي متجهة غربا بقيادة امرأة حامل فكيف عرف هذا الرجل عن تلك المواصفات ؟؟

1- بعر الناقة لم يفرق في جلستها و هذا ما جعله يخمن بأنها مقطوعة الذيل.
2- وجد العشب الذي أكلته الناقة و هي جالسة من جانب واحد مما جعله يخمن لان الجانب الآخر لم تره الناقة و ذلك لفقدانها إحدى عينيها.
3- وجد اثر ليد غارسة في الرمل بجانب ركبة الناقة و هذا ما جعله يخمن بأنها امرأة حامل أو انه شيخا مسنا.
4- قال بان الناقة لم تسرق لأنها كانت وحدها و لا يوجد أي اثر لسارق.

(فن إقتفاء الأثر ))
وهذه من الطرق الفعالة التي يستخدمها الكشاف لإشباع الكشافين ودفعهم في روح المغامرة حيث أنه من الصعب أن نوضح الأسس التي يقوم عليها فن الملاحظة و الإستنتاج إذ تكتسب هذه الأسس بالتمرين ولذلك يمكن الإكتفاء ببعض الأمثلة وببعض التوضيحات على أن تقوم مواهبكم الخلاقة والظروف المحلية الخاصة بقسطها من العمل والمساندة والمساعدة وليس من شك في أن للملاحظة و الإستنتاج أهمية بالغة والأطفال الصغار معروفون بسرعة ملاحظاتهم ولكن هذه القدرة على الملاحظة تضعف شيئاً فشيئاً إذ إن التجارب الأولى هي وحدها التي تستدعي انتباههم والملاحظة هي من العادات التي يجب تنميتها عند الأطفال والعناية باقتفاء الأثر تنتهي بالطفل حتماً إلى الرغبة في الملاحظة .
و الإستنتاج هو الإنتهاء إلى النتائج عن طريق التفكير بالأسس والمبادئ وعندما يعتاد الفتى الملاحظة والتفكير يكون قد خطا خطوة واسعة في سبيل نمو شخصيته وهذا ما يجعل تلقين الكشافين جميعهم دروساً في الرموز وفي فن الملاحظة أمراً ضرورياً سواء أكانت تلك الدروس ضمن قاعة معينة أو في الهواء الطلق .
المعسكرات والمخيمات الكشفية ، تعتبر من أفضل الطرق التربوية ، ويحق لنا أن نسميها ( تربية الخلاء ) فالتعلم عن طريق الممارسة ضرورة هامة جداً لحياتنا العصرية ، فهي تنتقل برامج التعليم العام للشباب إلى خارج أسوار المدرسة وتتيح لهم الفرصة لإكتساب خبرات جديدة والنمو الإجتماعي والبدني والفكري بطريقة لا تتوفر بالمدرسة وتتوفر في المعسكرات التربوية فقط .
فالمخيمات الكشفية تهدف إلى تعويد الشباب على المعيشة القاسية في أحضان الطبيعة والتغلب على المصاعب بمختلف أنواعها وزرع روح التعاون و الإتحاد بين الأفراد وتعويدهم على تحمل المسوؤلية واكتساب الخبرات الجديدة ... فهذه الأهداف تعتبر أهدافاً قيمة ، وهي تتلاءم مع الأهداف الإجتماعية والذهنية والصحية والتي ترمي إليها التربية العامة .
فمسوؤلية صيانة المخيم أو المعسكر ونظافته وحراسته يتناوبها الجميع ..... فالجميع يعملون تحت راية واحدة وهدف واحد .
ففي المخيم ينمو الشباب ذهنياً ، عند ما يشبعون تعطشهم لحب المغامرة والتعرف على عجائب الطبيعة والنباتات والحشرات والزواحف والحيوانات والتربة والوديان والجبال ... ففي نهاية كل مخيم أو معسكر كشفي يترك الشاب المخيم وقد إكتسبت وجنتاه توهجاً خشناً ، إكتسبت عيناه بريقاً حاداً ويخبر بكل فخر و إعتزاز عما تعلمه في المخيم الكشفي وعن السهرات الكشفية وعن الحراسة وما يحدث فيــها من مــواقف غريبة وعجيــبة وعن تســـلق الجـــبال والأشـــجار وعن الطهي ...و...و...و...و... ؟
فحقاً إن المخيمات والمعسكرات الكشفية تعد الرجال إعداداً متكاملاً يعول عليه لبناء الأمة وكما قال الشاعر :
أمل البلاد على رقي شبابها ****** إن كان حياً لا تخاف زوالا .
( الكشاف يبسم ويهزأ بالصعاب ) ...

إقتفاء الأثر لدى الكشاف

إن اقتفاء الأثر لدي الكشاف لعبه جميله ومسليه فظلا عن إنها مفيدة لكل كشاف تعوده الصبر والجلد والدقة وقوه الملاحظة فلا تفوته صغيره ولا كبيره وعلى الكشاف أن يتدرب عليها من الصغر حتى تربي لديه ملكه قوة الملاحظة والاستنتاج.

وعلامات الأثر كثيرة ولا يمكن حصرها بدقة أو التقليد بعلامات معينة وهي تكون

ظاهرة واضحة أو خفية يستلزم الكشف عنها معالجه خاصة فأي شي يمكن اعتباره علامة

ولكن المعيار هو التأليف بين ما جمعه الكشاف من معلومات للوصول إلي النتيجة الطبيعية

عن طريق الدراسة والمقارنة وهنا تظهر فطنه الكشاف في تحليله للأمور والربط بينها ،

لهذا كله يجدر بالكشاف تتبع الأثر والاحتفاظ بة وتثبيته وقرأته واستنباط مدلوله.

ومن العبث أن اذكر هنا طريقه الكشف عن الأثر وتثبيته بوسائل محدودة إذ أن الموضوع

يعتمد أولا قبل كل شيء على صبر الكشاف وجله وتفحصه لكل ما يمر عليه بكل دقه

وعناية وبشروط الا تخدعه المظاهر وكذالك الحال بالنسبة لقراءة الأثر واستنباط مدلوله قد

يعتمد على هذه التجربة والخبرة ودراسة الأحول والاعتبارات المحيطة واعمل الفكر حتى
تصل إلي نتيجة واضحة منطقيه يقبلها العقل وتبررها الظروف.

حفظ الأثر وتثبيته :
إننا كثيرا ما نحتاج للرجوع إلي حفظ الأثر وتثبيته أو أن نتخذه أساسا للمقارنة وتستخدم

لذالك آلة التصوير الشمسي إذا كان الجسم صلبا أو بالرسم باليد على ورق شفاف بوضعه
على الأثر فوق لوح زجاج نصف شفاف أو بوضعه مباشر ه عليه ويجب العناية وعدم الضغط
على الأثر حتى لا يتلف وتضيع مدلولاته.
وإذا كان الجسم غير صلب فتكتب وصفا شاملا عنه ثم يصور إن أمكن أما إذا كان الأثر
مطبوعا على ارض طينية فيوخذ له قالب باستخدام الشمع المصور أو معجون الجبس
القص ثم يترك حتى يجمد.
فن اقتفاء الأثر
أنه من الصعب أن نوضح بالكتابة الأسس التي يقوم عليها فن الملاحظة و الاستنتاج إذ تكتسب بالتمرين . ولذالك يمكن الاكتفاء ببعض النصائح لاقتفاء الأثر.
في الأماكن التي يصعب فيها تبين الأثر كالأرض الصلدة أو المعشبة يحسن بالكشاف أن يقف على الخطوات الأخيرة الظاهرة الأثر و أن يتابع ذالك الاتجاه بنظره مسافة 25 متراَ مثلاَ فيلاحظ ـ إذا كانت الأرض معشبة ـ أن العشب يبدو موطوءاَ في مكان ما و إذا كانت الأرض صلبة يلاحظ التغيير في مواضع بعض الأحجار التي تبدو مبعثرة أو مهشمة و هذه العلامات الدقيقة الفارقة تشكل بصورة متتالية أثرا َظاهراَ بينياَ و قد حدث لي مرة أن تبينت آثار دراجة في طريق معبد لم يكن عليه آي أثر ظاهر و ذلك بواسطة الشمس المشرقة التي كشفت لي خط مسير الدراجة فوق طبقة من الندى رقيقة كانت تغطى الطريق ذلك الصباح و لو أنني ظللت واقفاَ أتفقد الأثر أمام قدمي لما استطعت رؤية شيء بتاتاَ.
من البديهي أن ينظر المبتدئون في تعلم فن اقتفاء الأثر إلى الأقدام العادية كلها نظرة واحدة متشابها و أن يجدوا كبير المشقة في التمييز بينها. لذلك سأبين في ما يلي التدابير التي يتوسل بها رجال الأمن في الهند لاقتفاء آثار المجرمين الهاربين و التي يستفيد منها الكشافين كثيراَ و بخاصة في البلدان التي لم تزل بعض سكانها يفضل الحفاء على انتعال الأحذية.
لقياس موطئ قدم الشخص الذي تتتبع أثاره أعتن بملاحظة أصابع القدم و أوضاعها من الخط المستقيم الذي تريد. أو كانت الأرض مليئة بآثار متعددة متباينة .
باستطاعة عريف الطليعة أن يختبر ذلك بنفسه بأن يجعل كلاَ من كشافيه يرسم موطئ قدمه حافية على الأرض و يرى الفوارق البينية التي تميز هذه الأقدام بعضها على بعض وبخاصة في ما يتعلق بخط الأصابع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق